بتشديد الراء. فقد جائت قصة أصل المرة بأكثر من كتاب تاريخي للعرب. ومعروفة لدى كبار السن منا. ففي قديم الزمان ذهب أحد القناصه (هواة الصيد) إلى مكان يتكاثر فيه الصيد. ليصطاد مارأت عينه من أرانب وطيور وغزلان وغيرها. ووقت مغيب الشمس تقريبا". تفاجأ القناص بشدة حينما رأى فتاة جميلة يطاردها ذئب. والفتاة المسكينه تصرخ وتستغيث بمن حولها ليخلصها من هذا الذئب المتوحش.
فترجل القناص وصوب بندقيته بإتجاه الذئب وأطلق النار عليه فأرداه قتيلا". فانقطع صراخ الفتاة. فإذا بها تقترب من القناص شيئا" فشيئا" إلى أن وقفت أمامه. تتأمل ملامح وجهه. ويبدو أن الفتاة عشقته وأحبته حبا" شديدا".
فشكرته على مافعل من أجلها. ثم قالت له سيقابلك أبي فلابد أن يرد لك جميلك. فيعرض عليك مالا" وذهبا". فلا تقبل بكل مايعرضه عليك. ولكن أريدك أن تطلب منه الزواج مني. فقالت له إذهب إلى ذاك المكان. فأشارت له على مكان مرتفع ذو كهوفا" مهجوره. وعر الطريق يصعب صعوده. فبعدما ذهب إلى هذا المكان وصعد عاليه بعد صعوبه أخذ يلتفت يمينا" ويسارا" فلم يجد أحدا".
فجأة" سمع صوتا" من الخلف يناديه بترحيب ويبدو هذا الصوت ناعما" ومخيفا". ولما التفت للخلف فإذا بشيخ عجوز قصير القامه يمشي بصوبه إلى أن وقف أمامه فشكره على مافعل من أجل إبنته. وقال له لن أدعك تذهب إلا أعطيك ماتطلب من الذهب؟
فقال القناص لن يرضيني ذهبا".
فقال الشيخ العجوز ماالذي يرضيك إذا"؟
فقال القناص لايرضيني إلا زواجي من تلك الفتاة التي نجت من الذئب بسببي.
فاستغرب الشيخ العجوز بغضب.
وقال لن أتركك تذهب هكذا إلا أرد لك جميلك.
فقال القناص زواجي من إبنتك اعتبره ردا".
فقال الشيخ العجوز بإستطاعتي جلب لك أموال الدنيا كلها.
ثم قال له محاولا" إقناعه إن عادات الفتاة وتقاليدها عكس عاداتك وتقاليدك أطلب طلبا" آخر.
فرفض القناص أي طلب سوى زواجه من تلك الفتاة. فاحتار الشيخ العجوز بأمر هذا الرجل حينما رآه مصمما" على هذا الطلب. ومن عادات قبيلة هذا الشيخ عدم رفض طلب من فعل معهم مثل هذا يسيرا" كان الطلب أم عسيرا". فوافق أخيرا" أباها ولكن شرط عليه شرطا" قائلا":
لاتغضبها بشئ أبدا" حتى ولو رأيتها تخطئ.
فقبل القناص هذا الشرط.
فقال الشيخ العجوز خذ زوجتك واذهب. فذهب القناص بها إلى أهله وأخبرهم بأن لايغضبونها بشئ.
ومضت الأيام وحملت زوجة القناص فأنجبت طفلا". فلما وضعته أخذته ورمت به بالنار دون أن يراه أباه القناص وحين وصل الخبر أباه غضب على مافعلت زوجته غضبا" شديدا". وحينما ذهب إليها ليعاتبها تذكر شرط أباها الشيخ العجوز فصمت وهو غضبانا".
مضت الايام فحملت زوجته وأنجبت طفلا" آخر ولكن فعلت به كما فعلت بأخاه الأول.وأيضا" غضب عليها زوجها القناص ولكن صبر على ذلك. وأنجبت الثالث وأيضا" ألحقته بأخويه.
وأيضا" صبر عليها زوجها القناص صبرا" لايصبره أحد.
ذات يوم رحل القناص هو وأهله وجميع عشيرته عن مكانهم باحثين عن مكان أفضل. يكثر به الماء والرعي من أجل قطعان أغنامهم وإبلهم التي تعاني العطش. وفي الطريق نثرت زوجة القناص قرب الماء الذي يشربون منها القناص وأهله ونثرت أيضا" زوادات الطعام الذين يأكلون منها وفي ذاك الحين كانت معيشتهم صعبه. فكلما يتذكر القناص شرط أبا زوجته الشيخ العجوز يصبر على زوجته صبرا" قويا". وفي طريقهم عثروا على مكان مناسب لهم فنزلوا به.
مضت الأيام. فإذا بقبيلة القناص تتعرض لغزو من قبيلة مجهولة. فلما استعدوا لمواجهة غزوة القبيله الأخرى وصدها. قامت زوجة القناص مسرعه فبترت إحدى أرجل حصان زوجها بالسيف. فتمالك القناص أعصابه بعدما كان أن يفقدها. وفي نفس اليوم الذي وقعت به الغزوه أتا القناص خبر مقتل أخيه. وبعد انتهاء الغزوة جلس القناص ببيته مع أبيه وبقية إخوته الصغار لتلقي العزاء. فدخلت عليهم زوجة القناص وهي تضحك بصوت عال.
نفذ في ذلك الوقت صبر زوجها القناص عليها فقام ناويا" ضربها إلا أنها اختفت من أمامه كلمع البرق.
ومضت الايام ولاتزال زوجة القناص غير موجوده.فتذكر القناص شرط أباها. فذهب يبحث عن ذلك المكان الذي قابل به أبيها. إلى أن عثر عليه. فصعد المكان وهو يلتفت يمينا" ويسارا" وفجأة" سمع صوتا" غريبا" من خلفه يقول <أهذا أنت؟>.
فالتفت للخلف فإذا به الشيخ العجوز غاضبا" يسأل القناص.
أتذكر شرطي؟
قال القناص نعم .
قال الشيخ العجوز ولماذا تخون ؟
فلما بدأ القناص يتحدث قاطع الشيخ العجوز حديثه قائلا":
أعرف ماالذي ستقوله إن إبنتي تخطئ أمام عينك فقط ولكنها صائبه عندما رمت أبنائك بالنار إنها أرسلتهم إلينا من شدة برودة طقسكم ومن شدة حرارته. هاهم أصبحوا الآن صبية. فأتوا الصبيه الثلاثه ووقفوا بجانب أبيهم. وأكمل العجوز حديثه قائلا":
ونثرت إبنتي مائكم وطعامكم وأنتم تحت حرارة الشمس في الطريق الشاق والطويل وذلك بطلبا" منا كنا ذاك الحين قوما" جوعا.
وبترت يد حصانك بالسيف لاتريدك تشارك بالغزوه لأنها تعلم بأنك إذا شاركت بالغزوه سوف تموت بها.
وضحكت حين مقتل أخيك لأنها رأت زوجة أخيك محتارة" لاتدري من ستتزوج بعد أخيك أنت أم غيرك.
وقال القناص الآن اقتنعت. أين زوجتي الآن؟
فقال العجوز إنني أرفض جملة" وتفصيلا" أن تأخذها معك بعد الآن.
فخذ أولادك الثلاثة واذهب عني. وقبل ذهابك سأوصيك بأنك ستواجهك في طريقك هذا ثلاث إعصارات شديدة" جدا" الكل منها أشد من الآخر. وقتها لاتلفظ البسمله ولا الاستعاذه كي لاتفقد أحد أبنائك الثلاثة.
فاختفا العجوز وذهب القناص وبرفقته أولاده الثلاث.
وفي طريقه الطويل واجهه الإعصار الأول ويكاد لايرى شيئا" نتيجة هذا الإعصار الشديد حيث فقد عمامته التي يلبسها على رإسه. فاستعاذ بالله دون أن يتذكر وصاة الشيخ العجوز فلما زال الإعصار وجد أبنائه أصبحوا اثنين.
وفي الإعصار الثاني كذلك حيث فقد الآخر.
فوعد نفسه بأن يتحمل الإعصار الأخير في هذا الطريق الشاق والمتعب وأن لايلفظ البسمله ولا الاستعاذه.وفعلا" واجهه الإعصار الأخير فتحمله دون أن يذكر البسمله ولا الاستعاذه.
فزال الإعصار الأخير وإبنه مازال برفقته فكبر الإبن فتزوج وهكذا انتشر نسل المرة.
من ذاك الزمان إلى الآن. وهم يتواجدون حاليا" بمدينة حائل تقريبا"......
الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:12 am
